مداخلة الدكتور محمد الحفظاوي خلال ندوة دولية علمية في موضوع: الصحابة الكرام في التراث المغربي الأندلسي

Publié le par ErrachidiaNews

بسم الله الرحمان الرحيم

 

انعقدت بطنجة ندوة دولية علمية نظمها مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء في موضوع: الصحابة الكرام في التراث المغربي الأندلسي.الأربعاء والخميس(25-26صفر1431هـ)(10-11فبراير2010م). وكان من المشاركين الدكتور محمد الحفظاوي من مدينة أرفود، وهذا مقتطف من مشاركته:

خير العصور بعد عصر النبوة عصر الصحابة،فقد زكاهم الله تعالى ورضي عنهم في قوله:"لقد رضي الله عن المومنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم مافي قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا"[1] .

         وقال رسول الله خيرأمتي قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم - قال عمران : فلا أدري : أذكر بعد قوله قرنين أو ثلاثا -ثم إن بعدكم قوما يشهدون، ويخونون ولا يُؤتمنون، ويَنْذِرون ولا يفُون، ويظهر فيهم السّمن »[2]. وقال النبي :«بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى كنت من القرن الذي كنت فيه»[3].وهنا انتساب لخير القرون.

          وأهل السنة والجماعة[4]، يقدمون كلام الله وهدي رسوله عل كل كلام وهدي، فبمقتضى كتاب الله وسنة رسوله من الأدب احترام الصحابة، وتقديرهم حق قدرهم.

إن المسلمتين السابقتين مدخل لقراءة تاريخنا الإسلامي بالطريقة الصحيحة، فالتاريخ علم ضروري في بناء الأمة، لأنه ذاكرتها التي من خلالها يتشكل حاضرها ومستقبلها. ومن أضاع تاريخه فقد أضاع هويته، ورحم الله أمير الشعراء إذ قال:

مثل القوم أضاعوا تاريخهم        كلقيط عي في الحي انتسابا

         لذلك نجد هذا الموضوع في مصنفات العقيدة وفي ثنايا كتب الفقه ضمن مباحث العقيدة عند أهل السنة، وفي كتب الفتاوى و النوازل ، يذكرون في ذلك فضل الصحابة وعدالتهم، والنهي عن تجريحهم والكف عما شجر بينهم. بما يفسر أن الموقف من الصحابة موقف عقدي أصيل في المذهبية الإسلامية.

         ولأهمية التاريخ فقد تعرض تاريخ الأمة للتزييف والتشويه والإهمال بقصد طمس الهوية الحضارية لهذه الأمة من لدن الغرب وتيارات أخرى من داخل الأمة[5]. مما عرض ويعرض عددا من أبناء الأمة ونخبها للانجذاب لتلك الأفكار السلبية وغير الشرعية، ممايشوش على عقول الناس، ويهدد مرجعية الأمة مما يصيب استقرار المجتمع ووحدته في مقتل.

         إذ من آفات قراءة تاريخ السلف اعتماد التفكير الجزئي الذي يركز على جزئيات أخطاء وقعت ممن سبق، وجعلها مدار الحكم النهائي عليهم وهذا من ظاهر العلم وسطحه، بينما يقتضي المنهج العلمي التفكير الشامل الذي من ثمراته الإحاطة بكل المكونات المشكلة لموضوع الدراسة،"وخطورة التفكير الجزئي أنه تفكير انتقائي ينتهي إلى الأحكام الخاطئة المضللة، ويقود إلى تمزق وحدة الموضوع، وتجزئة الميادين والظواهر العلمية، مما ينعكس أثره على تجزئة الظواهر الاجتماعية، وتمزق وحدة الجماعات"[6].

         لذا جاء هذا العمل استجابة لدعوة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، للمشاركة في الندوة العلمية الدولية التي يشرف على تنظيمها مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء، في موضوع:"الصحابة الكرام في التراث المغربي الأندلسي".بتاريخ10-11فيراير2010/24-25صفر1431هـ.

         وهي استجابة ضمنية للقيام بالتكليف الشرعي بإعطاء أصولنا الشرعية ماتستحق من عناية وبيان؛ ولأجل المساهمة في تثبيت عقيدة أبناء الأمة، وتحصين ثقافتهم من التيارات والمذاهب المنحرفة في زماننا هذا. وقد سميت هذا العمل (موضوع المشاركة) بـ:منزلة الصحابةوفضلهم في التراث النوازلي(المعيار الجديد المعرب عن فتاوى المتأخرين من علماء المغرب)-نموذحا- للشيخ العلامة الفقيه محمد المهدي الوزاني أحد أعلام الغرب الإسلامي . قاصدا بذلك بيان مواقف بعض علماء الغرب الإسلامي مغاربة وأندلسيين،في الموضوع، وهم كالآتي: من أعلام الأندلس: ابن أبي زيدالقيرواني(310هـ-386هـ). وابن عبد البر(463هـ).والإمام القاضي أبي بكر بن العربي المالكي(468هـ-543هـ). القاضي عياض(ت544هـ). و القرطبي(ت 671 هـ).وابن جزي(741هـ). من أعلام المغرب: عبد الرحمان بن عبد القادر الفاسي( ت سنة 1096هـ)،والوزاني(ت1342هـ).                                               وبالله التوفيق


الدكتور محمد الحفظاوي/أرفود

-الفتح:18.[1]

[2] - صحيح البخاري،كتاب فضائل الصحابة،باب في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، الحديث رقم: 3649.

-البخاري، كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم،حديث رقم:3557.[3]

- إنما سموا بذلك لعلمهم أن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدصلى الله عليه وسلم. وهم ضد الفرقة ومع الجماعة ووحدة الكلمة.[4]

-ينظر مثلا:كتاب علماء الشيعة يقولون  لمركز إحياء تراث آل البيت.[5]

[6]-مقومات الشخصية المسلمة أو الإنسان الصالح للدكتور ماجد عرسان الكيلاني:60.

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article