تنغيـر: دوار تستيفت بين معاناة انعدام الماء الشروب ، غياب شكبة الكهرباء و صعوبة المسلك الطرقي

Publié le par ErrachidiaNews

تنغيـر: دوار تستيفت بين معاناة انعدام الماء الشروب ، غياب شكبة الكهرباء و صعوبة  المسلك الطرقي

أكثر من 320 أسرة بمنطقة تستيفت، التي تضم  مدشري حرفوش و تستيفت،  التابعة للنفوذ الإداري لجماعة واكليم وتبعد عن  المركز الحضري  لتنغير بأقل من 20 كيلومتر . و الجدير بالذكر أن هذه المنطقة تعيش وضعا مقلقا. فمن جهة، تعرف غيابا تاما للبنيات التحتية خاصة المسلك الطرقي و شبكة الكهرباء و الماء الصالح للشرب و يعتبر دوار تستيفت نموذجا للوضع  الغير الطبيعي بالعالم القروي بالمغرب. إن على مستوى العزلة و التهميش الواضحين . أو على مستوى آثار الجفاف كظاهرة طبيعية كان لها الأثر البالغ على حياة الإنسان القروي بالمنطقة. فمشاكل دوار تستيفت تظهر في غياب مسلك طرقي قادر على ربط المنطقة بالمجال الحضري للإقليم الجديد تنغير . كما آن دوار تستيفت مازال يعاني من انعدام  الماء الشروب و شبكة الكهرباء   فمازالت الساكنة تعيش هاجس ضمان قطرة الماء للبهائم و الماشية كل يوم. بل يلجأ الأطفال و النساء إلى التهافت على قطرات الماء من آبار بعض  الضيعات الفلاحية الموجودة بالمنطقة.

 وهكذا نسجل بحسرة شديدة واقعا مزريا في حاجة إلى العناية و الرعاية عبر التدخل العاجل من طرف مختلف الفاعلين في الحقل التنموي خاصة الساهرين على دراسة ملفات المشاريع التي سوف تحظى بالدعم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. و يبقى دور الجماعة القروية بواكليم  دورا رئيسيا فيما يرجع إلى النهوض بهذا الواقع الهش بالمنطقة. هذا الدور الذي يجب أن يظهر من خلال تقديم الدعم المالي و تمويل المشاريع التنموية التي تسعى هيئات المجتمع المدني العاملة محليا إلى تحقيقها. و تعتبر "جمعية حرفوش  للتنمية" و التي تأسست حديثا في أفق النهوض بالواقع الاجتماعي و الاقتصادي بمنطقة تستيفت و محيطها المجاور، إطارا جمعويا في أمس الحاجة إلى كل أشكال الدعم. نظرا لما يعيشه مجال تدخلها من عزلة وما يتصف به من هشاشة على مستوى البنيات التحتية. فغياب هذه البنيات و ضعف المعطيات المرتبطة بالجانب الاقتصادي للساكنة المحلية، يستدعي نهج مخطط استراتيجي تنموي بين الجماعة القروية، باقي الفاعلين و الجمعيات   التنموية باعتبارها شريكا يتقاسم معها مسؤولية التنمية المحلية. و لا يخفى على أحد العناية التي توليها السياسة الحكومية، في الوقت الراهن، للدور الذي يجب أن تلعبه الجمعيات المحيلة على مستوى اقتراح المشاريع التنموية و إنجازها. و يبقى دور الهيئة المنتخبة محليا، ممثلة في مجلسها الجماعي، ذا مسؤولية على مستوى دعم و تمويل هذه المشاريع ماديا و معنويا. فالمرحلة التي يعيشها المغرب خاصة فيما يرجع إلى أجرأة و تفعيل مضامين المبادرة الوطنية، تقتضي من الجميع الانخراط الكامل في هذه السيرورة التنموية المفتوحة و المندمجة. و نظرا لحداثة تأسيسها وقلة مداخيلها التي مازالت ترتبط بمساهمة المنخرطين، فإن جمعية حرفوش  للتنمية، عبر هذا المنبر الإعلامي، توجه التماسا للهيئة المنتخبة باقليم تنغير   كي تقدم لها كل أشكال الدعم بالنظر إلى ما عبرت عنه من انشغالات عميقة و مسؤولة بقضايا التنمية المحلية بالمنطقة.

 إن تقديم الدعم المالي لجمعية حرفوش  للتنمية من طرف كل الفاعليين التنمويين هي خطوة سوف تدفع بأنشطة الجمعية نحو تنمية واعدة و رشيدة. إن الواقع الذي تأسست فيه جمعية حرفوش  للتنمية واقع يعيش حالة استثنائية تواجه فيها الساكنة تحديات و اكراهات على إيقاع العزلة و الظلمة و الصحة المفقودة و غياب فرص الاندماج المعرفي. فعلى المستوى المرتبط بالطريق أو المسلك، أصبح من نافلة القول أن غياب المسالك الطرقية بالعالم القروي يعيق التحاق الساكنة القروية بمختلف المرافق خاصة الأسواق و المرافق الصحية و مختلف الإدارات. إنه من الضروري التأكيد على أن التنقل بين العالم القروي و الحضري مشيا على الأقدام أو باستعمال الدواب و هي تنوء من حملها لمسافة طويلة أصبح يمثل أحد معيقات الحديث عن تحقيق التنمية البشرية المنشودة. فاللجوء إلى وسائل النقل التقليدية أو الاعتماد على النقل السري يكلف المزيد من الجهد و الوقت كما أنه يحد من رغبة و إرادة المواطن القروي في خلق مشاريع تنموية مدرة للدخل ذات أهداف تسويقية من شأنها أن تساهم في تغذية الأسواق المجاورة بالمنتوجات الفلاحية بشكل دوري و منتظم. فواقع الحال بكل من دوار تستيفت و مناطقه المجاورة، يجيز القول أنه يمثل نموذج العزلة و التهميش بجماعة واكليم  نظرا لكون هذا الواقع يشير إلى أن الساكنة القروية بهذه المنطقة تعيش حالة من الفصام في علاقتها بمجالها الطبيعي المباشر نظرا لعدم توفر متغيرات و شروط استغلال إمكانيتها المتاحة. و لعل تعبيد الطريق ، كأهم بنية قادرة على أن ترد الاعتبار لقرية تستيفت ، سوف يخرج المنطقة من عزلتها و التي سئم المواطن تبعاتها السلبية على جميع المناحي.. كما أنها  سوف تفتح آفاقا على المستوى الاقتصادي من جوانب أخرى. فالمسلك سوف يحقق تنمية المشاريع الفلاحية الصغرى من خلال تردد الساكنة المستمر على الأسواق الأسبوعية المجاورة. أما فيما يرجع للناحية الاجتماعية، سوف يؤدي إنجاز المسلك الطرقي إلى الحد من الهجرة القروية كما انه سيسهل الانتقال بين الوسط القروي و المجالات الحضرية المجاورة مما سيخفض نسب الهدر المدرسي خاصة في صفوف الفتيات. و على مستوى ما هو فلاحي ، فإن ربط دوار تستيفت بالمجال الحضري سيؤدي إلى عصرنة القطاع الفلاحي الشيء الذي سيؤثر إيجابا على المردودية الفلاحية و الزراعية بالمنطقة.لكن في غياب هذا المسلك، ستبقى حياة الساكنة تعيش على إيقاع كل ما هو تقليدي و ارتجالي على مستوى الزراعة و تربية الماشية و التي تتأثر بالظروف المناخية من جهة و بعوامل طبيعية و مجالية من جهة أخرى . فالمجالان الرعوي و الزراعي يتأثران في غالب الأحيان بالتقلبات المناخية التي تأتي بضعف التساقطات و عدم انتظامها مما يفرض ضرورة عصرنة الإنتاج الفلاحي. فهذا الوضع يثير لدى الساكنة القروية مخاوف عديدة حول مستقبلهم الاجتماعي و الاقتصادي. فالشروط الدنيا التي من شأنها أن توفر مستوى معقولا و مقبولا من العيش الكريم غير متوفرة بالنظر إلى هذه العزلة المطلقة و التهميش المطبق. من هذا المنطلق، فمتاعب المواطن في دوار تستيفت كثيرة و فرص اندماجه في النسيج الاجتماعي و الاقتصادي ضئيلة بل و مستحيلة. فإذا كانت أوراش التنمية البشرية تسعى إلى تقليص نسب الفقر و القضاء على العوامل التي تنتجه، تهدف إلى محاربة الهشاشة، التهميش و الإقصاء الاجتماعي و تطمح إلى دعم الأنشطة المدرة للدخل، تطوير القدرات التنموية و تحسين وضعية ولوج الخدمات الأساسية ( تعليم، صحة، طرق، ماء صالح للشرب، حماية البيئة ، دعم أشخاص في وضعية صعبة قصوى ) فإن منطقة تستيفت و مناطقها المجاورة بجماعة وكليم  تعتبر مجالا في حاجة إلى التدخل العاجل في إطار هذه الأوراش التنموية لبرنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

و من خلال هذا المنبر الإعلامي، تطالب الساكنة المحلية من كافة الشركاء و الفاعلين في التنمية المحلية بما يلي:

·   فسكان تستيفت يناشدون جميع المسؤولين محليا و جهويا و و طنيا بهدف رد الاعتبار لهم حتى يحسوا أنهم يتمتعون بمواطنتهم كاملة تتيح لهم عيشا كريما كباقي سكان المناطق الذين استفادوا من شبكة الماء و الكهرباء.و تعبيد الطرق.

·        فك العزلة عن منطقة تستيفت بتعبيد المسلك الطرقي و   ربطها  بشبكة الكهرباء و الماء الشروب...

·   مساعدة الجمعيات المحلية و العاملة بالمنطقة كي تقوم و تضطلع بمسؤولياتها التنموية بهدف النهوض بالمنطقة اجتماعيا، ثقافيا و صحيا.

إبراهيم البهجاوي : رئيس الجمعية التنموية لحرفوش

Gsm 06 59 30 60 42

 

 

Publié dans مجتمع مدني

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article