مسجد قصر العبادلة بقرية المعاضيد التابعة لجماعة عرب الصباح زيز في خطر
مصلون داخل قبو في مصرية القصر أو موزعين بين مساجد القصور المجاورة
تقع قرية المعاضيد في الطريق الوطنية رقم 13 الرابطة بين مدينتي مكناس وأرفود على بعد ثلاثة كلم شمال مدينة أرفود، وتتكون هذه القرية من خمسة قصور هي: قصر المكابر، قصر العبادلة، قصر القصير، قصر البروج، قصر المحريڭية. وتقدر كثافتها السكانية بحوالي 10 آلاف نسمة. ويرجع تاريخ قصور المعاضيد إلى آواخر القرن الثاني عشر الميلادي، وذلك مع تأسيس قصر المكابر في حوالي سنة 1190ميلادية، تم قصر العبادلة الذي يعتبر أكبر قصر بإقليم الرشيدية مساحة وكثافة سكانية، ويتكون هذا القصر من عدة مرافق أهمها: الأسوار، الأبراج، المصرية، الوسعة، الدروب، بالإضافة إلى المسجد الذي يتوسط القصر ويعتبر أهم مرفق بالقصر نظرا لوظائفه الدينية والتعليمية، حيث تخرج منه منذ تأسيسه أفواج من حفظة القرآن الكريم. غير أنه رغم هذه المكانة التاريخية لمسجد قصر العبادة بالمعاضيد، التابعة لجماعة عرب الصباح زيز الموجودة بمدينة أرفود، فقد تم إغلاقه نتيجة إهمال مرافقه وعدم صيانتها من طرف السلطات المختصة وهذا ما جعل المسجد بعد الأمطار الأخيرة التي تهاطلت في فصل الشتاء يشكل خطرا على حياة المصلين والسكان المجاورين له والمواطنين المارين بجانبه، خاصة بعد ارتفاع منسوب مياه الفرشة المائية بالمنطقة، وهذا ما يعرف عند السكان المحليين ب " النبع" هؤلاء الذين قاموا برفع شكوى إلى السلطات المحلية والمعنية، التي عوض أن تقوم بايجاد حل عاجل للمصلين في هذا المسجد وإنقاده من السقوط، فقد اكتفت بإغلاقه إلى أجل غير مسمى دون إن تفكر في القيمة التاريخية التي يحضى بها المسجد عند السكان القاطنين بقصور المعاضيد، الذين أصبح حديثهم اليومي هو إغلاق مسجد قصر العبادلة الذي يعد من أكبر مساجد قصور واحة تافيلالت وأغناها بإقليم الرشيدية، حيث يمتلك المسجد أراضي فلاحية شاسعة بغابة المعاضيد توجد بها مئات الأشجار من النخيل بمختلف أصنافه مثل صنف المجهول الذي يعتبر من أجود أنواع الثمور وأغلاها ثمنا إذ يصل الكلم الواحد منه محليا إلى 65 درهما. إضافة إلى صنف الفقوس، بوسكري،بوسردون وغيرها. وبما أن مسجد قصر العبادلة غني بممتلكاته فإن سكان القصر يتساءلون عن جدوى هذه الممتلكات إذا لم يتم توظيفها في إعادة بناء المسجد مع العلم أنه رغم هذه الممتلكات فإن المسجد لايستفيد من الاصلاحات التي أدخلتها وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية على الحقل الديني بالمغرب، فضلا عن أن تجهيز أثات المسجد في الغالب الأعم يتم عن طريق جمع التبرعات من المحسنين.
لذا يوجه سكان قصر العبادلة بقرية المعاضيد نداء إلى السلطات المحلية والمعنية من أجل رد الاعتبار لهذا المسجد ذي التاريخ المجيد والحاضر المتجمد، وايجاد حل لمئات المصلين الذين يصلي بعضهم داخل قبو في "مصرية" القصر والبعض الأخر منهم موزع على مساجد القصور الأخرى. كما يوجهون نداء إلى كل غيور على التراث بالمنطقة للمساهمة في انقاذ هذا المسجد العتيق
عبيدي سعيد.