أُومُولودْ واليَهُودْ! بقلم ذ. الحبيب الشوباني

Publié le par ErrachidiaNews


"لم ينتبه" الذين يحاولون الركوب على ما قاله النائب البرلماني أومولود بحق "اليهود" إلى أن كلامه صاحَبَهُ تصفيق للبرلمانيين الحاضرين وكذلك لوزيرة الصحة السيدة ياسمينة بادو (يراجع التسجيل المرئي لجلسة الأسئلة الشفوية ليوم الأربعاء 13 ماي 2009)!

فهل الأمر مجرد غفلة وعدم تركيز أم محاولة مقصودة لتفادي مواجهة مجلس النواب والحكومة، وبالتالي التورط في فتح نقاش كبير وخطير على المستوى الشعبي؟ وهل محاولة الاستفراد بالسيد أومولود بريئة أم أن وراءها تحقيق غاية أخرى مما يرتبط عادة بمصالح ومقاصد  المهووسين بالنبش في تهمة معاداة السامية؟

والحقيقة أنه يجب أن يمتلك دعاة مكافحة الكراهية، الذين خرجوا من جحورهم هذه اللحظة ولم يسمع لهم رأي أو بلاغ طيلة أسابيع المجازر الأخيرة للصهاينة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، الجرأة على مواجهة نواب الشعب وأعضاء الحكومة الذين صفقوا لما قاله أومولود، حتى تكون النازلة كاملة في تفاصيلها وليست جزئية أو مبتورة.

إن الأمر مثير للشفقة، لأن الجميع يعلم أن المغاربة مؤمنون، ويعتقدون أن الدعاء سلاح، ولذلك فهم يَدْعُون بالليل والنهار على الصهاينة المجرمين الغاصبين والقتلة في فلسطين المحتلة، ولا شأن لهم باليهود المسالمين في أي أرض الله كانوا ممن لم يظلموهم ولم يخرجوا إخوانهم في فلسطين من ديارهم ووطنهم ولم يشاركوا في جرائم عصابات الحركة الصهيونية التي لم تنقطع إلى اليوم.

والأمر مثير للشفقة أيضاً، لأن بعض هؤلاء المتحمسين لا يعرفون المطولات والترانيم التي يدعو بها الصهاينة في معابدهم وطقوسهم على المسلمين بالليل والنهار، وبم يصفونهم من أحقر النعوت كما يفعل بعض حاخاماتهم المدعو يوسف عوفاديا.

إن المقصود في ثقافتنا كمغاربة واضح من كلام النائب أومولود، وقد جدد التأكيد عليه في ما صرح به للصحافة، وكل من يحاول تحريف الكلام عن مواضعه، فإنه يلعب بالنار وعليه أن يدرك خطورة المربع الذي يلعب فيه، وأن يستعد لحملة توقيعات تضامنية لو فتحها أومولود لمؤازرته في ما عناه بكلامه لَوَقَّعَها المغاربة جميعاً إلا من كان فيه دَخَن.

ومن كان يشك في ذلك، فليرجع إلى المسيرات المليونية التضامنية مع الشعب الفلسطيني، وليقرأ رسائلها وشعاراتها وأدعية الختم فيها، وسيعلم أن ما عَنَاه أومولود بالمنطق الثقافي الشعبي المغربي شيء، وما "يبحث" عنه الدعاة  المزعومون لمكافحة الكراهية شيء آخر..!

ونحن في جميع الأحوال نقول لهم إن المغاربة أكبر من أن يحتاجوا إلى من يعلّمهم دروس مكافحة الكراهية الدينية، لأنهم أساتذة هذه المادة عبر التاريخ، وليس في سجلاتهم احتلال استيطاني شَرّد شعوباً من أوطانها أو محاكم تفتيش أو جدراناً للعزل أو تقتيلاً جماعياً للأطفال والنساء والشيوخ أو ما شابه ذلك مما يراه الناس اليوم على الشاشات مباشرة.

فكفى من الحَوَلِ في رؤية هذا العالم!

                                         عن جريدة العدالة والتنمية، أَغَرَاسْ أَغَرَاسْ، العدد 189.

Publié dans مجتمع مدني

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article